مقدمة في الأشعة السينية
مقدمة تاريخية :
منذ قرون مضت قبل القرن العشرين كان الأطباء لا يستطيعون روية ما بداخل المريض الا عن طريق الجراحة، لكن تغير الوضع بين عشية وضحاها في الثامن من نوفمبر من العام 1895م عن طريق العالم الفيزيائي البروفسور ويليام رونتجن، حيث أنه كان يجري تجارب علمية في مختبره، وعن طريق احدى التجارب وهي تدفق الشحنات الكهربائية من خلال أنبوب مفرغ من الهواء، حدث تفريغ كهربائي بداخل أنبوبة بالقرب من قطعة من الورق مطلية بمركب كيميائي من الباريوم والبلاتين والسيانيد وانتجت توهجا، ومن هنا اكتشف العالم رونتجن الاشعة السينية حيث أنه لم يكن من الممكن أن يصل الضوء إلى الورقة المطلية عن طريق إنبوبه المغلف بالكامل بالورق الأسود، مما أحدث ثورة في تكنولوجيا التشخيص الطبي لإكتشافه الأشعة السينية وتم منحه جائزة نوبل الاولى في الفيزياء في عام 1901م.
شرح فيزيائي بسيط:
يتم إنتاج الأشعة السينية عندما يقوم إلكترون عالي الطاقة بإزالة إلكترون من الغلاف الداخلي للذرة المستهدفة وبالتالي تتأين الذرة، وبالتالي يتم ترك فراغا في الغلاف الداخلي ويملأه إلكترون من مستوى طاقة أعلى، ثم يبعث هذا الإلكترون طاقة مفقودة على شكل طاقة كهرومغناطيسية تسمى فوتون أشعة سينية، يتم توجيهها للعضو المراد تصويره وينتج صورة تشخيصية.
كيف تطورت الأشعة :
قفزت الأشعة السينية منذ 1895م قفزات عملاقة أهمها حين استطاع العالم كوليدج في عام 1913م من تصنيع الكاثود للأشعة السينية وهو عبارة فتيل من التنكستن له المقدرة على بعث الإلكترونات عند التسخين، حيث تمكن الألماني بوكي والأميركي بوتر من تصنيع الشبكة (Grid) في عام 1917م وهي تقوم بامتصاص الأشعة السينية المتشتتة، وبعده بعدة أعوام وتحديدا في عام 1920م تمكن وبورز من الشركة الهولندية فيلبس من تصميم الأنود الدوار بدلا من الأنود الثابت. وفي عام 1948م استطاع كولتمان من إنتاج مضخم الصورة (image intensifier tube) حيث ساهمت في تصوير القلب والجهاز الهضمي، وفي عام 1968م كانت القفزة العملاقة عند استخدام التصوير المقطعي المحوسب (CT) عن طريق هاونسفيلد في بريطانيا حيث أخذت أول صورة للدماغ في عام 1971م في لندن مستشفى مورللي. وآخر القفزات العملاقة كانت في عام 1977م حين استخدم الحاسب الرقمي في التصوير الاشعاعي للمعالجة، والتسجيل، وحفظ وعرض المعلومات التشخيصية مع إمكانية الحذف لبعض الصور، حيث في وقتنا الحالي تستخدم تقنيات جديدة للأشعة السينية باعتماد الصورة الرقمية وعرضها وتجزئتها والتطور الملحوظ في أرشفة الصور واستخدامها عن بعد بشكل موسع يأتي دور الاشعة السينية بعد الفحص السر يري الاولي لطبيب الطوارئ او طبيب العيادة. حيث ان الأشعة السينية تعتبر من الاختبارات الأكثر أهمية في التشخيص الطبي وتنقسم الأشعة السينية الى عدة أقسام من أهمها:
1- التصوير بالأشعة التقليدي أو الرقمي (conventional or digital radiography):
يكشف شعاع أشعة سينية موحد جزءًا من الجسم، ويتم التقاط ظل الأشعة السينية غير المنتظم الخارج من الجسم في فيلم ويسمى هذا بالتصوير الاشعاعي التقليدي (conventional radiography) ويتم أخذ الفلم من الكاسيت وتحميضه عن طريق عملية صعبة داخل غرفة مظلمة لإخراج صورة لجزء واحد من الجسم، على النقيض التصوير الشعاعي الرقمي، ويشار إليه أيضًا باسم الأشعة السينية الرقمية (digital radiography)، هو نوع من التصوير يستخدم مستشعرات الأشعة السينية الرقمية بدلاً من فيلم الصور التقليدي، إذ أنه يتيح نقل البيانات إلى جهاز كمبيوتر أو أي وسيط رقمي آخر دون استخدام شريط وسيط لأنه يستخدم جهاز التقاط الصور الرقمية. ونتيجة لذلك، تنتج الأشعة السينية الرقمية صورًا أكثر وضوحًا من الصور التقليدية.
2- تصوير الثدي بالأشعة السينية (Mammography):
منذ 1920م كانت تجري محاولات مستمرة لتصوير الثدي ثم بدأت عمليات تطوير هذه التقنية بسبب الإرتفاع في حالات السرطان، وفي منتصف الستينات بدا التطبيق الفعلي العملي للحصول على صورة واضحة لأنسجة الثدي، تصوير الثدي هو نوع خاص من التصوير الإشعاعي الذي تستعمل فيه أجهزة عالية التقنية لفحص أنسجة الثدي وله دور بالغ الأهمية في تشخيص سرطان الثدي بصفة خاصة، حيث تبين هذي الفحوصات علامات التشخيص المبكر للمرضى قبل عدة سنوات من ظهور أعراضه على المريض والتغير الحاصل في انسجة الثدي، وتتضمن عادةً صورتين لكل ثدي يتم التقاطها بزوايا مختلفة، يتم ضغط الثديين بألواح بلاستيكية لتحسين رؤية أنسجة الثدي.
3- قياس كثافة العظام ((BMD / DEXA)):
قياس كثافة العظام هو مصطلح عام يشمل علم قياس محتوى المعادن في العظام (BMC) وكثافة المعادن في العظام (BMD) في مواقع هيكلية محددة أو الجسم كله، تُستخدم قيم قياس العظام لتقييم قوة العظام، والمساعدة في تشخيص الأمراض المرتبطة بانخفاض كثافة العظام خصوصا هشاشة العظام، ومراقبة آثار العلاج لمثل هذه الأمراض، والتنبؤ بخطر الإصابة بالكسور في المستقبل.
4- التصوير المقطعي المحوسب (CT):
هو عملية إنشاء مستوى مقطعي لأي جزء من الجسم يتم فحص المريض بواسطة أنبوب أشعة سينية يدور حول جزء من الجسم المراد فحصه، تقوم مجموعة الكاشف بقياس الإشعاع الخارج من المريض وترسل المعلومات إلى الكمبيوتر المضيف ويشار إليها بالبيانات الأولية، بعد أن يقوم الكمبيوتر بتجميع البيانات وحسابها وفقًا لخوارزمية محددة مسبقًا، فإنه يقوم بتجميع البيانات في مصفوفة لتكوين صورة محورية، يتم عرض كل صورة، أو شريحة، بتنسيق مقطع عرضي.
5- التصوير الاشعاعي التنظيري (Fluoroscopy):
يقوم عمل التصوير الاشعاعي التنظيري الأساسي في المقدرة على الدراسة الحركية لأجزاء الجسم الداخلية وسوائله حيث يظهر صورة مستمرة لحركة الأجزاء الداخلية للمريض باستخدام الصبغة أثناء عمل جهاز الأشعة السينية. كما أن الجزء الأساسي في هذا النوع من التصوير هو مضخم الصورة (image intensifier tube) وهي منظومة معقدة إلكترونية تقوم باستلام الأشعة السينية وتحويلها إلى ضوء مرئي حيث يتحول الضوء المرئي إلى إشارات كهربائية فيدوية مما ينتج تكون صورة معنية تنظيرية، كما أن جهاز الأشعة السينية للعمليات (C-arm) وجهاز تصوير الاوعية الدموية (Angiography) يتكونون من نفس الجزء الأساسي من التصوير هو مضخم الصورة (image intensifier tube).
6- التصوير الشعاعي المتنقل (Mobile radiography):
يسمح التصوير الشعاعي المتنقل (Mobile radiography) باستخدام معدات التصوير الشعاعي القابلة للنقل بتقديم خدمات التصوير للمريض، كما يمكن لوحدات التصوير الشعاعي المتنقلة المدمجة إنتاج صور تشخيصية في أي مكان تقريبًا، يتم إجراء التصوير الشعاعي المتنقل عادة في غرف المرضى، وأقسام الطوارئ، ووحدات العناية المركزة، والجراحة، وغرف الإنعاش، ووحدات الحضانة وحديثي الولادة.
تم استخدام التصوير الشعاعي المتنقل لأول مرة من قبل الجيش لعلاج إصابات ساحة المعركة خلال الحرب العالمية الأولى. وقد تم تصميم الوحدات المحمولة الصغيرة ليحملها الجنود ويتم وضعها في المواقع الميدانية.
على الرغم من أن المعدات المتنقلة لم تعد "تُحمل" إلى المريض، إلا أن المصطلح المحمول ظل قائمًا وغالبًا ما يُستخدم للإشارة إلى الإجراءات المتنقلة.
فوائدها:
فحوصات الأشعة السينية لها فوائد تشخيصية تفوق بشكل كبير مخاطرها، مثال على ذلك اكتشاف الكسور والإلتهابات
وبعض الأورام والإلتهابات الرئوية والأجسام الغريبة، ومن هذا المنطلق لا يمكن تحديد حد اقصى معين من الفحوص
الإشعاعية لكل مريض إذا وجد حاجة طبية لذلك.
كاتب المقال :-
عبدالعزيز اللقماني
أخصائي أشعة تشخيصية
المراجع:
Frank, ED, Long, BW, Smith, BJ & Merrill, V 2012, Merrill's atlas of radiographic positioning & procedures, 12th edn, Elsevier/Mosby, St. Louis, Mo.
Wolbarst, A.B. (2005). Physics of radiology. Madison, Wisconsin Medical Physics Publishing.
Qusay, F 2020, كيف تم اكتشاف الأشعة السينية ؟, موقع الأكاديمية بوست, viewed 26 December 2023, <https://elakademiapost.com/>.
Mammography - Special Subjects n.d., MSD Manual Professional Edition, viewed 26 December 2023, <https://www.msdmanuals.com/professional/special-subjects/principles-of-radiologic-imaging/mammography>.
KOCAK.MEHMET 2018, Conventional Radiography, MSD Manual Professional Edition, MSD Manuals.
Digital X-Ray Vs. Traditional X-Ray: Which is Better? n.d., www.828urgentcare.com.
الكناني، عذاب طاهر نغيمش. (2008). الفيزياء الإشعاعية: [القاهرة] :: دار الفجر للنشر والتوزيع،
الأشعة السينية | الهيئة العامة للغذاء والدواء n.d., www.sfda.gov.sa, viewed 8 December 2023, <https://www.sfda.gov.sa/ar/awarenessarticle/78300>.
General Radiography System | Fujifilm [Thailand] n.d., www.fujifilm.com, viewed 26 December 2023, <https://www.fujifilm.com/th/en/healthcare/x-ray/general-radiography-system>.
Center for Devices and Radiological Health 2019, Fluoroscopy, U.S. Food and Drug Administration.
mobile radiography system mobile X-ray MobileGenius n.d., Shenzhen Browiner Tech Co., Ltd., viewed 26 December 2023, <https://www.browiner.com/mobile-dr-series/mobilegenius.html>.
İstanbul Laboratuvarları - Lab Istanbul n.d., İstanbul Laboratuvarları |, viewed 26 December 2023, <https://www.labistanbul.com.tr/ar/>.
İstanbul Laboratuvarları - Lab Istanbul n.d.
Whole Body BMD (DEXA) n.d., Pramodini Imaging & Diagnostics, viewed 26 December 2023, <https://pramodinidiagnostics.com/radiology-services/whole-body-bmd-dexa/>.
Mammography n.d., www.siemens-healthineers.com, viewed 26 December 2023, <https://www.siemens-healthineers.com/en-uk/mammography>.